تحت عنوان "السيمفونية الشتوية" أقيم في متحف باخروشين للفنون المسرحية في موسكو معرض للتحف الفنية المصنوعة من قطع الأقمشة المتنوعة والتي تخلق صورها الموزاييكية أجواء عيد رأس السنة القادم.
يبدو لكل من يزور معرض "السيمفونية الشتوية" وكأنه دخل في عالم سحري. العالم الذي خلقته أنامل النساء الروسيات من قطع الأقمشة الملوّنة. تقدم هنا الفنانات من مختلف أنحاء روسيا أعمالهن المتباينة من حيث أساليب الخياطة والتي يجمعها موضوع واحد.
وبالرغم من مساحته المحدودة فان المعرض يتميز بتباين وتنوع المنتوجات. فيجد الزائر هنا معروضات قد تفيده في حياته اليومية مثل اللحاف وأغطية الوسائد أو المصابيح، والحقائب النسائية، إلى جانب لوحات فنية ودمى للأطفال وزينات لشجرة الميلاد. ومما يجذب اهتمام الجمهور سواء الكبار والصغار منه هو تلك القرية السحرية التي تقطنها التماثيل الثلجية.
ترجع جذور فن الخياطة القائمة على جمع قطع ملونة مختلفة الأشكال من الأقمشة إلى عمق القرون، حيث كانت شعوب أوروبا وأمريكا وآسيا وإفريقيا تعرف هذا النوع من العمل اليدوي. ومع مرور الزمن ارتقت هذه الحرفة التي كانت في البداية تلبي حاجة الفقراء في الملابس واللوازم الأخرى للحياة اليومية، لتصبح فنًّا يثير إعجاب آلاف زوار المتاحف والمعارض والمهرجانات العديدة في شتى أرجاء العالم.
يعتبر المعرض دلالة ساطعة على بقاء وتطور التقاليد القديمة التي ورثها الجيل الحالي للفنانات الروسيات من الأمهات والجدات . إن فسيفساء الألوان الزاهية المعبرة عن طيبة الإنسان ولطفه تدفئ قلوب الجمهور حتى في ظروف الصقيع القارس للشتاء الروسي.
الثلاثاء ديسمبر 15, 2009 3:51 am